الخميس، 4 ديسمبر 2014

ماهي خصائص المعاقين عقلياً ؟


خصائص المعاقين عقليا:


الخصائص العامة:
من الصعوبة التوصل الى تعميم يتصف بالدقة فيما يتعلق بالصفات والخصائص المميزة للمعوقين عقليا..
سنحاول هنا ابراز اهم الخصائص واكثرها عمومية في كل جانب من جوانب النمو، مع التنويه الى ان هذه الخصائص مشتركة في طبيعتها بين الغالبية العظمى من المعوقين عقليا لكنها تختلف في درجتها بين معوق وآخر تبعا لعوامل متعددة، ابرزها:
*  درجة الاعاقة..
*  المرحلة العمرية..
*  نوعية الرعاية التي يلقاها المعوق سواء في الاسرة او برناج التربية الخاصة..

الخصائص الجسمية:

يميل معدل النمو الجسمي والحركي للمعوقيت عقليا الى الانخفاض بشكل عام. وتزداد درجة الانخفاض بازدياد شدة الاعاقة.. فالمعوقين عقليا اصغر في حجومهم واطوالهم من اقرانهم العاديين.. وفي معظم حالات الاعاقة المتوسطة والشديدة، يبدو ذلك واضحا على مظهرهم الخارجي.. وتصاحب درجات الاعاقة الشديدة في غالب الاحيان تشوهات جسمية خاصة في الراس والوجه وفي احيان كثيرة في الاطراف العليا والسفلى..
كما ان الحالة الصحية العامة للمعوقين عقليا تتسم بالضعف العام مما يجعلهم يشعرون بسرعة التعب والاجهاد.. وحيث ان قدرتهم على الاعتناء بانفسهم اقل وتعرضهم للمرض اكثر احتمالا من العاديين، فان متوسط اعمارهم ادنى. ولكن التقدم في الخدمات الصحية والتكنولوجيا الطبية، وتحسن الاتجاهات والخدمات المقدمة لهم في الوقت الحاضر زاد من متوسط اعمارهم..
وفيما يتعلق بالجوانب الحركية فهي الاخرى تعاني بطئا في النمو تبعا لدرجة الاعاقة. ونجد ان غالبية المعوقين عقليا يتاخرون في اتقان مهارة المشي ويواجهون صعوبة في الاتزان الحركي والتحكم في الجهاز العضلي خاصة فيما يتعلق بالمهارات التي تتطلب استخدام العضلات الصغيرة كعضلات اليد والاصابع والتي يشار اليها عادة بالمهارات الحركية الدقيقة..

الخصائص المعرفية:

الانتباه:
يعاني المعاقين عقليا من ضغف القدرة على الانتباه، والقابلية العالية للتشتت.. وهذا يفسر عدم مواصلتهم الاداء في الموقف التعليمي اذا استغرق الموقف فترة زمنية متوسطة، او مناسبة للعاديين.. كما ان ضعف الانتباه وضعف الذاكرة هما من الاسباب الرئيسية لضعف التعلم. وتزداد درجة صعف الانتباه بازدياد درجة الاعاقة..

التذكر:
يمكن القول ان الانتباه عملية ضرورية للتذكر ولذا فانه يترتب على ضعف الانتباه ضعف في الذاكرة. ومن العوامل التي تسهم في ضعف الذاكرة لدى المعوقين عقليا مايعرف بضعف القدرة على القيام بعمليات الضبط المتتابعة، والتي تعتبر ضرورية لاعادة تكرار الشيء فيذهن الشخص حتى يستطيع حفظه..

التمييز:

ولما كانت عمليات الانتباه والتذكر لدى المعوقين عقليا تواجه قصورا كما اسلفت من قبل. فان عملية التمييز بدورها ستكون دون المستوى مقارنة بالعاديين. وتختلف درجة الصعوبة في القدرة على التمييز تبعا لدرجة الاعاقة وعوامل اخرى متعددة.. اما فيما يتعلق بدرجة الاعاقة فنجد ان المعوقين عقليا بدرجة شديدة يتعذر عليهم في معظم الاحيان التمييز بين الاشكال والالوان والاحجام والاوزان والروائح والمذاقات المختلفة (دون تدريب مسبق )....اما فيما يتعلق بمتوسطي الاعاقة فانهم يظهرون صعوبات في تمييز الخصائص السابقة..لكن نلاحظ ان الصعوبات ابرز ماتكون في تمييز الاوزان والاحجام والالوان غير الاساسية..كما ان هذه الصعوبات تزداد كلما ازدادت درجة التقارب او التشابه بين المثيرات... اما بسيطو الاعاقة العقلية فانهم يواجهون مثل تلك الصعوبات لكن بدرجة اقل..

التفكير:

تعتبر عملية التفكير من ارقى العمليات العقلية واكثرها تعقيدا..فالتفكير يتطلب درجة عالية من القدرة على التخييل والتذكر وغير ذلك من العمليات العقلية.. ان الانخفاض الواضح في القدرة على التفكير المجرد التي يتميز بها المعوقون عقليا، تفرض علينا ان نهم بقدر كبير بتوفير الخبرات لبتعليمية على شكل مدركات حسية، ومن ثم شبه مجردة ومن ثم مجردة..

الخصائص اللغوية:

يعاني المعاقون عقليا من بطء في النمو اللغوي بشكل عام، ويمكن ملاحظة ذلك في مراحل الطفولة المبكرة..ومن الصعوبات الاكثر شيوعا التأتأة، والاخطاء في اللفظ وعدم ملائمة نغمة الصوت..
زمن اهم المشكلات التي تواجه المعاقين عقليا ما يتعلق بفصاحة اللغة وجودة المفردات..ويلاحظ ان المفردات التي يستخدمونها مفردات بسيطة لاتتناسب مع العمر الزمني..

* مشكلات تشخيص الاعاقة العقلية :

تعد عملية التشخيص حجر الزاوية في بناء البرامج والتدخلات العلاجية والتأهيلية للمعاقين عقليا, فهي الاساس الذي من خلاله نستطيع ان نفهم ونتنبـ بمآل الحالة ومدى استفادتها بما سيقدم لها.
ولا توجد طريقة مباشرة نستطيع من خلالها تشخيص الاعاقة العقلية فالحالات تختلف فيما بينها وتتباين في خصائصها.
وفي عملية تشخيص الاعاقة العقلية هناك معايير نلتزم بها وقد وردت في التعريف الذي اقرته الجمعية الامريكية للتخلف العقلي عام 1990م وهذه المعايير هي:
*  انخفاض دال عن المتوسط في وظائف القدرات المعرفية وتقدر عن طريق استخدام مقياس ذكاء مقتن فاذا حصل الفرد على درجة اقل من المتوسط بمقدار انحرافين معياريين فاننا نتوقع ان نكون امام حالة اعاقة عقلية.
*  قصور في المهارات التكيفية (الاتصال, الرعاية الذاتية, المهارات الاجتماعية, الوظائف المتضمنة في الاعمال الاكاديمية, المهارات العملية, قضاء وقت الفراغ, الافادة من خدمات المجتمع, التوجيه الذاتي, العمل والحياة المستقلة) وهذا القصور يتعين علينا توثيقه في سباق البيانات المجتمعية العادية التي يعيشها اقران الفرد من نفس فئته العمرية.

*  ان يبدأ قبل سن 18 سنة.

ومن هنا يتضح حتمية الجمع في تقييم الاعاقة بين القدرات المعرفية والمهارات التكيفية, فمن الخطأ الفادح قصر التقييم على جانب واحد فقط من الجانبين (القدرات المعرفية والمهارات التكيفية) وهو ما يقع فيه كثير من الاخصائيين عند التشخيص.
ان مشكلة تشخيص الاعاقة العقلية تكمن في اعتقاد البعض ان هذه العملية ليست الا استخدام اختبار ذكاء مقنن يناسب المفحوص من حيث العمر الزمني وهنا تقع المشكلة لاسباب كثيرة منها:
ان الاعاقة العقلية متعددة الابعاد فهي متداخلة ومتشابكة وليس هناك حدود فاصلة نستطيع من خلالها الفصل بين تلك الجوانب, فكل حالة من حالات الاعاقة العقلية تختلف في مدى خصائصها عن الحالة الاخرى, ويعد قياس القدرات المعرفية هنا هو بعدا واحدا من مجموع الابعاد الاخرى ومن خلال عملية القياس لا يمكن الرجوع الى العوامل التي قد تكون اثرت بالفعل في هذا القياس.
من الممكن ان تكون القدرة العقلية الكامنة اعلى من القدرة العقلية الظاهرة والتي ظهرت من خلال موقف الاختبار وهذا راجع الى القصور الحركي اوالانفعالي او الحسي او الادراكي لدى المعاق عقليا ويمثل هذا قصور في عملية التشخيص ولا يمكن الاعتماد عليه.
قصر التشخيص على جانب واحد فقط المعرفي او التكيفي, فالسلوك التكيفي يعني ما يفعله الشخص عادة, بينما تعني القدرة المعرفية ما يمكن للفرد ان يعمله, ومعرفة مستوى المعاق في كل من الجانبين هو أمر ضروري وهام لوضع برنامج ملائم لمستوى قدراته المعرفية وسلوكه التكيفي للارتقاء بها.
اذا عملية التشخيص لا تنتهي بالتحديد الكمي او الوصفي لسلوك المفحوص بل لابد من استخدام تلك البيانات وتوظيفها للتعرف على حالة المفحوص وتحديد البرنامج الذي يناسبها ومراعاة امكاناتها المختلفة.
لقد استقطبت الوقاية من الإعاقة العقلية والوقاية منها استقطاب العالم أجمع، في الآونة الأخيرة، وبرزت كأحد المسائل التي تتطلب المواجهة الفعالة وتركيز الجهود، ومن المؤكد أن مشكلة يعاني منها نسبة كبيرة من الناس في شتى أنحاء العالم، لا بد وأن توضع في قائمة الأولويات بين المسائل التي تستوجب المجابهة الإيجابية والفعالة التي تتطلب تكاتف الجهود المحلية والعالمية لمواجهتها بشكل علمي جاد، ولذلك تظافرت جهود كل الأطباء والمتخصصين لوضع البرامج الوقائية للحد من حدوثها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق